وجع أمانة الوحدة النقابية (3)
محي الدين علي فضل الله
في الجانب من الوجع أود توضيح كيف تم فصل العاملين بالشركة بطريقة قانونية تنبئ عن خبث غريب، فكما قلت من قبل أن العاملين تم فصلهم عبر اللجنة الثلاثية المعروف عنها أنها تعقد للشركات المراد تصفيتها بإلغاء الوظائف، فبعد أن أشار المدير العام السابق، بأن قرار لجنة الهيكل أمرت بتخفيض العاملين بنسبة 70% لم يجد وزير المالية ضرورة في البحث في تفاصيل هذه المعلومة لأن المدير صديقه وزميله فيما يسمى بالأمن الشعبي، لذا وافق مباشرة على تخفيض العاملين وبدأنا رحلة مضنية لتقليل حجم الكارثة وبعد جولات تفاوضية يسودها الترقب والترصد، تم تقليص النسبة إلى 50%، وكل تفاصيل ما يحدث كنا حريصين في الوحدة النقابية على إطلاع السيد الوالي به والسيد وزير المالية ومدير جهاز الأمن بالولاية في ذلك الوقت، بالإضافة لإتحاد نقابات عمال الولاية..
ولأن الموضوع مطبوخ على نار هادئة، وهو التفريغ الطوعي أو القسري للشركة، ولم يكن أحد واضع في اعتباره حجم هذه الكارثة التي سيسأله الله عنها رغم أنهم (إسلاميون)!! فجاءت الورقة الرابحة للمدير لتصفية خصومه فحرر بيده (28) خطاب فصل لعاملين من بينهم فنيين قدامى معروفين بالهمة العالية والصبر، فجئت مع الركب لاستلم خطابي، فأوقفني حتى بقينا وحدنا وقال لي: (أنا لا أحد يمكنه أن يقلعني).. فقلت له: وأنا لن أعود للشركة حتى تنقلع منها أنت، فأنا وأنت لا يمكننا البقاء في مكان واحد.. فضحك الرجل مستهزئاً وسلمني خطابي، حينها قلت له، أنا لن أترك هذا الموضوع على الإطلاق، وسأكون خلفه حتى ينجلي الحق ويرجع لأصحابه وتعود أسرة المطبعة لوضعها الطبيعي..
كان الأمر صعباً للغاية لأن العاملين صدرت في حقهم فتاوي تمنعهم من التحاكم لقانون العمل أو قانون الخدمة المدنية، وبالتالي لا توجد جهة اختصاص يمكنها قبول شكاوينا للنظر فيها، فأردنا لفت انتباه القانونيين في النيابة العامة بأمر هذه الفتاوي المتناقضة فزادوا الأمر تعقيداً بأن الأمر يجب علينا رفعه للمستشار العام بالخرطوم، فقبضنا على جمر الصبر كنا نصبر زملاءنا بأن الله سيرد لهم حقهم إن شاء الله وأننا لن نتخلى عنهم.. ونواصل سرد الوجع ..