“بخت الرضا”.. عاشت وعاش بُنَاتُها وحُماتُها
في “الثمانينات” كان يقام النشاط الثقافي على مستوى المنازل والداخليات –بحفلًًٍ يبدأ في السابعة مساءاً وينتهي في التاسعة مساءاً، وكان يشرف علي تحكيم المسابقات نخبة من أساتذة المعهد فالفريق الذي يتجاوز الزمن الرسمي بثانية واحدة يعد خارج المنافسة مهما كان مستوى الأداء.
وكان طلبة معهد مبروكة ينتجون غذاءهم من حصاد جهدهم وخاصة الخضروات، وكان النشاط الفلاحي يُرصد ضمن مواد التربية الريفية .تلك كانت بخت الرضا وكان طلابها ينشدون مع الشاعر تاج الدين إبراهيم عمر في كل موسم نشيد المعهد:

بخت الرضا قدري وبلسم أمتي وحياتها
طوبي لجيل من أوائلنا بني لبناتها
كتبوا بأحداق العيون صمودها وثباتها
وتوسدت بين الضلوع وفي الحشا راياتها
وتـنـاثـرت مـزقاً واشـلاًء قـــــرون عداتها
بخت الرضا عاشت وعاش بناتها وحماتها

وفي الملتقى السادس لخريجي المعهد بالمدينة عرب، أُعيد ترديد النشيد على يد الفرقة الماسية؛ لتهيّج الذكريات، ويتجسد الماضي بحسنه الأخاذ، وتاريخه الناصع..
**بيت التراث
في عام 1990م تأسس ببخت الرضا قسم التراث والتوثيق التربوي من أجل جمع تراث بخت الرضا التربوي وحفظه ونشره..
وأبدى الأستاذ عبدالخالق زين العابدين من إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي “بخت الرضا”، سعادتهم بالمشاركة في الملتقى السادس لخريجي “مبروكة” وما أتاحه لهم من لقيا مع كوكبة نيرة من الأساتذة، والعلماء الأجلاء الذين حافظوا على وحدة ترابطهم، وقوة حميميتهم التي جسدها إقبالهم على المعرض المصاحب الذي قال إنهم جاءوا به من بيت التراث الذي يحوي تراث “بخت الرضا” وتاريخها التربوي طوال الحقب الماضية..
وكان النشاط الثقافي يشتمل على مناشط: “الصحافة المدرسية، والجمعية الأدبية، وليالي السمر”. فالصحافة المدرسية تعد وسيلة للتعبير عن آراء الطلاب وأفكارهم، وتغرس فيهم روح البحث وتكسبهم مهارة الكتابة.


والجمعية الأدبية تغرس في الطلاب حب البحث والإطلاع وتكسبهم الشجاعة الأدبية، وحسن البيان، ودقة التعبير وتسهم في توسيع الأفق وإكساب المعرفة من خلال المشاركة والاستماع.
أما ليالي السمر والتي يقيمها الطلاب مرة كل أسبوعين دورياً بين المنازل، كان من أهدافها أهدافها تدريبهم على مختلف جوانب الإبداع المسرحي المتمثلة في التمثيل، والإلقاء والأعمال الموسيقية وغيرها بالإضافة إلى الإلمام بإعداد المسرح وإدارته وذلك بجانب الترفيه.
ويمارس الطلاب التدريب العسكري مرتين في الأسبوع للقيام بالواجب والاستعداد للتضحية والفداء والصبر على الشدائد والتعود على النظام والانضباط كما يبعث على الحيوية والنشاط ويسهم في تقوية الأبدان.

ويتم الإعداد المهني في السنة السادسة حيث ينقل إليها الطلاب من مبروكة بعد اجتياز الامتحان النهائي بنجاح، وفيها يتلقى الطلاب دراسات في مبادئ التربية وطرائق التدريس وعلم النفس كما يتلقون دراسات أكاديمية لرفع قدراتهم العلمية ثم توجيههم إلى مصادر المعرفة والتثقيف الذاتي.


